![]() |
نجيب محفوظ |
الكتابة في المقهى هي تجربة ارتبطت بالإبداع، مستوحاة من حياة كبار الأدباء الذين عاشوا وتركوا بصمتهم الخالدة. ربما تكون الفكرة بسيطة، لكنها تحمل تأثيرًا كبيرًا. أن تستوحي حكاياتك من نادل المقهى، أو من عابر سبيل، أو حتى من بائع متجول، وتجلس منفردًا على طاولة أو بين جمع من الناس في جو عامر بالحيوية.
الإلهام في كل مكان: من المقاهي إلى منعطف الإبداع
تأمل كيف أن أسماءً بارزة مثل نجيب محفوظ، يوسف إدريس، وأمل دنقل اعتبرت المقاهي أكثر من مجرد أماكن للجلوس، بل تحولت إلى محطات للإبداع. محفوظ، الذي ترك أثرًا لا يُمحى في تاريخ الأدب المصري الحديث، كان يقترب في رواياته وقصصه من الحكايات اليومية وقصص الناس البسيطة. جلس هؤلاء العظماء في مقاهٍ مثل "ريش"، "الفيشاوي"، و"علي بابا"، وحتى المقهى الذي ألهم محفوظ عنوان روايته الشهيرة "زقاق المدق".
ولكن ليس العرب وحدهم من اتخذوا المقهى مكاناً للكتابة. على مستوى العالم، ظاهرة "مشاهدة الناس" أصبحت جزءًا من ثقافة المقاهي الأوروبية. همنغواي، سيمون دي بوفوار وسارتر كانوا يعتبرون المقهى بيئة خصبة للإنتاج الفكري والإبداعي. ببساطة، تأمل العابرين وسط حركة الحياة قد يوقظ أفكارًا جديدة ويبعث الحماس.
ولكن ماذا عن الطرق الحديثة للإلهام؟ في طوكيو، ابتُكرت فكرة مقاهٍ مخصصة للكتابة. الزبائن يُطلب منهم تحديد أهدافهم الإبداعية—عدد الكلمات أو المقالات المستهدفة مثلاً—ثم يراقب العاملون تقدمهم ويشجعونهم لإتمام أهدافهم. الغرض ليس مراقبة صارمة بقدر ما هو توفير دعم فعّال لزيادة الإنتاجية.
تاكويا كاواي، مالك أحد هذه المقاهي وكاتب بنفسه، يؤمن بأن القواعد التي تبدو دقيقة تهدف إلى تعزيز التركيز والمساعدة في تحويل الأحلام الإبداعية إلى واقع ملموس. قد يصف البعض بيئة المقهى بـ"المخيفة" أو الصارمة، ولكن الحقيقة أنها تعمل كنظام تحفيزي فعّال. كاواي يشارك بفخر كيف أن الزبائن أحيانًا ينجزون أعمالًا كان يُعتقد أنها ستستغرق يومًا كاملًا خلال ساعات قليلة بفضل هذه الأجواء المحفزة.
شاهد مواضيع مميزة قد تهمك ايضا
في النهاية، قد لا يكون واضحًا ما نوع الإبداع الذي سيولد من مثل هذه المبادرات، لكن الأكيد أن تلك التجارب تثبت أن الإلهام قد يأتي من أي مكان، وحتى المقاهي يمكنها أن تصبح منصات لنشر الإبداع إلى العالم.
تعليقات: (0) إضافة تعليق