![]() |
الرّزقُ-الرضا -القناعة |
رزق الرضا والقناعة هو إحدى النعم العظيمة التي تحيط بحياتنا، سواء في المال، العمل، أو أي جانب آخر من جوانب الحياة. كما أن النقصان في هذه الأمور قد يكون اختباراً وابتلاءً من الله، فإن الزيادة فيها أيضاً تحمل في طياتها امتحاناً لا يقل أهمية.
الرّضا والقناعةُ: سرُّ النقصانِ والزيادةِ في الأرزاقِ
خلق الله كل منا بما يتناسب مع إمكانياته وظروفه الجسدية والمعنوية، وما يسره لنا هو الأعمال التي تتواءم مع طبيعتنا النفسية والجسدية. كل إنسان لديه مفتاح نجاحه الشخصي وقدرته على التميز، ولكن هذا المفتاح يحتاج إلى اكتشاف وتطوير إما ذاتياً أو بمساعدة الآخرين. وقد يظل البعض غافلاً عن هذا المفتاح، مما يجعل الفارق بين الشخص العادي والمتميز هو فهمه لهذا العنصر وإتقانه.
مفتاحُ النجاحِ: الرّضا بما قسمَ اللهُ لنا
الرزق مقرون إلى حد بعيد بنوع العمل وطبيعته، فنحن نجتهد فيه ونسعى على أمل أن نحصل على نصيبنا الذي كتبه الله لنا. ولأن الرزق في الأصل هبة من الله، يجب أن يصاحبه رضا وقناعة، بمعزل عن مقدار ما نحصل عليه. هذه القناعة تجعلنا نعمل بإخلاص دون ربط جودة عملنا بما نحصل عليه من مكافآت مادية فقط، لأن الاعتراض على قدر الله قد يؤدي إلى تعطيل الجهد والخروج عن الحكمة الإلهية.
الرزقُ والقناعةُ: مفتاحُ النفسِ والاستقرارِ
إذا تأملنا في العالم من حولنا، نجد اختلافات واضحة في الأرزاق بين الناس، سواء كانت مادية أو معنوية. لكن هل الكثرة تعني محبتنا أكثر عند الله؟ وهل القلة تعكس العكس؟ الحقيقة أن هذه الأمور لا يعلم حقيقتها سوى الله عز وجل. ما يمكن احتماله هو أن كلا الزيادة والنقصان ابتلاء واختبار يكشف عن صدق المؤمن وثباته أمام تقلبات الحياة. لذا فإن الحياة كلها عبارة عن سلسلة من الاختبارات المتواصلة التي تتغير بأساليبها وأهدافها لتتناسب مع مراحل عمرنا.
من الرضا والقناعة إلى سعادة الدنيا والآخرة
الاختبارات ليست نمطاً ثابتاً؛ قد تكون أسئلة مباشرة أو اختيارات أو مواقف تحتاج إلى تفسير. الهدف منها هو التعمق في النفس واستخراج جوهر الإنسان وما يحمله داخله من قيم ومفاهيم مكتسبة. وهذه الاختبارات ترافق حياة الإنسان على مراحل متباينة لتتحقق فيها الرحمة الإلهية وتناسب المشقة مع القدرة.
شاهد مواضيع مميزة قد تهمك ايضا
من وجهة نظري الشخصية المتواضعة، الطريق الأمثل للارتقاء بالنفس وفهم التفاوت في الأرزاق يتمثل بالرضا بما قسم الله لنا مع السعي والاجتهاد بجدية وإخلاص. صلاح النفس واستقرارها هو الرزق الحقيقي الذي يزرع القناعة في نفوسنا حين نتساءل عن أسباب التفاوت ويحمينا من الوقوع في فخ الكسل أو التراخي.
بذلك، يمكن أن يكون تعمير الأرض وسعادتها نتيجة الجمع بين الرضا والقناعة. حين يرضى الإنسان برزقه ويعمل بإتقان، فإنه يفتح لنفسه أبواب الحياة الأبدية ويعيش حياة ملؤها السلام الداخلي والإيمان الراسخ.
تعليقات: (0) إضافة تعليق