القائمة الرئيسية

الصفحات

التحرر من العقل: رحلة الروح نحو السلام

+حجم الخط-
The -soul's -journey -towards -peace
رحلة الروح نحو السلام


هل فكرت يومًا في معنى الوجود؟ في تلك اللحظات التي تنساب فيها الطبيعة حولنا بجمالها الساحر، حين يتمازج ضوء الشمس بأوراق الأشجار المتمايلة، وكأنّه مشهد من عالم آخر؟ هذا التساؤل يتجلى في رحلة الروح والعقل، عندما تجد نفسك على طريق خلاب تحفّه الأشجار وتغمرك فيه مشاعر الطمأنينة والتأمل.

من الشك إلى الاستيعاب: رحلة الروح نحو التأمل

كان الطريق مرآةً للطبيعة الحية، جذوع الأشجار كالشوامخ تعلو وتثبت رغم كل ما يمر بها. أوراق تسقط وأخرى تتفتح، كل شيء يدور في دورة متجددة دون توقف، وكأن قوى الطبيعة ترسم درسًا في الصبر والثبات. تقف الروح أمام هذا المشهد مشحونة بإعجاب لا ينتهي، بينما يتدخل العقل بنبرة التشكيك.

"مللنا السير، هذا الطريق بلا نهاية"، يتمتم العقل بتذمر. لكن الروح ترد بابتسامة: "ألا ترى جمال هذا العالم من حولنا؟ كل لحظة فيه هي إمداد للطاقة والسلام." 

ما هو معنى الوجود؟ رحلة الروح والقلب

وبرغم روعة كلمات الروح، يبقى للعقل منطقه الصارخ دائمًا: "الطريق شائك، صوت السنونو مزعج والحرّ لا يُحتمل." تتثاقل الروح قليلاً تحت وطأة شكوى العقل، لكن سرعان ما تنهض متألقة مجددًا حين تراقصها أولى قطرات المطر المبهجة. 


لكن على الجانب الآخر، يعود العقل ليعبّر عن هواجسه: "سيزيد البرد علينا وسيجلب لنا المرض، ماذا عن ثيابنا المبتلة؟ وماذا نفعل حين يحل الظلام؟" فتُقابله الروح بصبر وهدوء: "إنه غيث الحياة؛ رحلة قصيرة فيها شوق وترقب. سنجد المأوى حتمًا، فقط توقف عن خلق المخاوف."

شاهد مواضيع مميزة قد تهمك ايضا

رحلة الروح والعقل ليست سهلة أبدًا. تختبر فيها الروح جمال الأرض حين تلامس العشب الندي بقدميها، بينما يصر العقل على تمتماته المزعجة: "ما أدراك؟! قد تكون هناك نملة تزحف، أو ربما أفعى مختبئة بين أوراق الشجر." وحين استلقت الروح تحت سماء مرصّعة بالنجوم، لتتحد مع الكون في لحظات تأمل وسكينة، قاطعها العقل بشكواه المعتادة: من البرد إلى الجوع إلى الغد المجهول.


وهنا بدأت الروح تشعر بالتعب الحقيقي؛ فقد أثقلتها أصوات العقل وحوّل نور بهجتها إلى ظلام. أصبحت الحياة ثقيلة عليها بلا تفسير واضح. لكنّ القدر شاء أن تلتقي بروح أخرى، روح متحررة مشعّة بالطاقة والنور. سألتها هذه الروح المتألقة بعتاب لطيف: "ما سبب انطفاء شعلتكِ يا روح؟ لماذا خفت وهجكِ؟"


ردت الروح المرهقة بحزن: "لا أعلم. كانت حياتي تنبض بالنشاط والجمال، لكنها باتت الآن مليئة بالثقل والغموض."


ابتسمت الروح الهائمة وقالت: "إن كلماتكِ ليست منكِ حقًا، إنها انعكاس لصوت عقلكِ الذي أثقلكِ بحمولته."


في تلك اللحظة تجلّى السر للروح؛ ففهمت أنها ليست أفكار عقلها، ولا هي تلك الشكاوى التي كان يرددها باستمرار. لكنها تساءلت بحيرة: "كيف يمكنني التحرر؟ فالعقل هو رفيق دربي الدائم وليس بالإمكان التخلي عنه!"


هنا جاء الجواب الحاسم من الروح الباهرة: "التحرر لا يعني التخلي عن العقل، بل إدارة صوته بوعي. أخبري عقلكِ أن يشاهد الأفكار دون أن يتمسك بها. أعلمي أنه يمكن للسلبية أن تعبُر دون أن تؤذي. فالسلام يكمن فقط في عدم الالتفات للمزعجات؛ كوني الحاضر الراصد لموجات عقلكِ فقط. وفوق كل شيء، تذكري: أنتِ لستِ بصوت العقل، ولستِ بالأفكار العابرة التي يرددها."


في لحظة من الهدوء والاستيعاب عادت الروح إلى توهجها، ملؤها الإدراك بأنّ الحياة تصبح أكثر جمالًا إذا ما تعلمنا كيف نصمت ضجيج عقولنا ونستمع لغناء أرواحنا.

  • فيس بوك
  • بنترست
  • تويتر
  • واتس اب
  • لينكد ان
  • بريد
author-img
marwa mohmed

إظهار التعليقات
  • تعليق عادي
  • تعليق متطور
  • عن طريق المحرر بالاسفل يمكنك اضافة تعليق متطور كتعليق بصورة او فيديو يوتيوب او كود او اقتباس فقط قم بادخال الكود او النص للاقتباس او رابط صورة او فيديو يوتيوب ثم اضغط على الزر بالاسفل للتحويل قم بنسخ النتيجة واستخدمها للتعليق