![]() |
شمعة مضيئة في الظلام |
انقضى شهر رمضان الكريم وتلتْه عطلة العيد، ليعود كل منا إلى حياته المعتادة والمنفردة. موائدنا المنزلية أصبحت في الغالب تضم عدداً أقل من أفراد الأسرة. نمط نومنا واستيقاظنا تغيّر قليلاً، وعادت دورة الحياة اليومية إلى روتينها الطبيعي، بتفاصيل مختلفة لكل شخص. هناك من عاد إلى مقاعد الدراسة، ومن عاد إلى عمله، والبعض رجع إلى بلد إقامته. وعلى مستوى آخر، ثمة من عاد إلى ذاته.
شمعة مضيئة في الظلام: ما الهدف من الحياة؟
لا أعلم أيهما أشد صعوبة: أن تهرب من هذا العالم إلى نفسك أم أن تهرب من نفسك إلى العالم؟
أشعر وكأنني أطفأتُ شمعة يوم الثامن من يناير هذا العام بطريقة خاطئة. منذ تلك اللحظة، والأشياء تبدو وكأنها ليست على ما يرام. لا شيء يسير في الاتجاه الصحيح، أو ربما لا يتحرك بالطريقة التي كنت أخطط لها مسبقاً. مع ذلك، لا أدري إن كانت تلك الخطة أساساً هي الطريق الصحيح. ومنذ ذلك الوقت، أغلقت كافة الأبواب والنوافذ والمنافذ المحيطة بي، واختبأت في قوقعة طويلة، أنتظر شيئاً لست متأكدة منه بعد.
دفتر مهامي الذي اعتدت ملأه بالتفاصيل اليومية لم يُضَف فيه أي جديد منذ المهمة الأخيرة التي كانت تقديم آخر امتحم جامعي. وأكوابي الكثيرة، التي كنت أطيل التفكير صباحاً في اختيار أحدها لتحضير قهوتي، تسكنها ذرات الغبار الآن. أما فيروز وترنيماتها، فقد غابت عن مسامعي منذ فترة ليست بالقصيرة.
ياسمينة الحي، دفء الشمس، أشكال الغيمات المتناثرة في السماء، رائحة عطري المفضل، عقدي الأزرق، مونتاج فيديو ممتع، نص مكتوب بالحب والأمل، كوب قهوة ساخن مع رغوة كثيفة، كل هذه التفاصيل الصغيرة التي كانت تبعث الفرح في داخلي، لم أعد أهتم بها.
شاهد مواضيع مميزة قد تهمك ايضا
لقد أمضيت وقتاً طويلاً داخل هذه القوقعة. يبدو أنه قد حان وقت الخروج. لكن ما زالت هناك علامة استفهام كبيرة: هل هذه القوقعة هي نفسي أم هي العالم؟
تعليقات: (0) إضافة تعليق