عندما تدرك أنك مفتاح خيرك

 تحت ضوء الحياة المتسارع، نجد أنفسنا بحاجة ماسة لتوقفات مؤقتة، لتكون كفسحة نستجمع فيها نفَسًا جديدًا قبل المضي قُدمًا. أمر ذاتي يثير الدهشة بحق. فنحن غالبًا ما نحمل أعباء خيبات الأمل المتراكمة من أقرب الناس إلينا. ندرك في نهاية المطاف أن بعضهم أشبه بعقارب لاذعة، تحطم آمالنا مسبقًا دون أن تفسح مجالًا للتقييم العادل. ومع ذلك، تحول هذه الخيبات توقعاتنا إلى سُلّم شاهق نتسلقه بحثًا عن أشياء قد تخلو من المعنى.

 البحث عن الذات في متاهة الضياع

لذلك، بات من الضروري أن نأخذ تلك الوقفات المؤقتة بين فينة وأخرى، لاستجماع القوى من أجل المواجهات المستقبلية. حتى وإن بدت البدايات سلسة، فقد تنتهي بالارتطام بقاع لا يرحم، حيث تتهاوى كلماتنا بلا شفقة. خيبات تجرنا نحو دوامة من اللاواقع، تُعيدنا لأطياف الماضي الذي نحاول نسيانه رغم تناوب حضوره في دواخلنا كذكرى حبيب سابق، يفرض سيطرته وكأنه لم يبرح قيد قيدنا قط.

من الغضب إلى السلام: رحلة التغيير

توقف واحد قد يكشف لنا كيف كنا عالقين في متاهة الضياع، نبحث عن ذواتنا بقلوب موصدة وعقول قاسية. سنوات كانت مشحونة بالغضب والعنف، حيث كان العقل الحاكم المطلق والقلب مجرد مُنسى في ركن بعيد. كل خطوة كانت تحتاج إلى ألف حساب، وكل نفس بعد تفكير عميق.

 عندما تتوقف الحياة لترى ما وراء

ولكن كيف تغير الحال الآن بعد ذاك التوقف! أدركت كم أنني قد تغيرت، بسرعة لم ألحظها. تغيرت أفكاري ومبادئي وحتى ملامحي وابتسامتي، كأنما مر عليها دهر من الزمن. ضحيت بسعادتي وراحتي في بحث محموم عن روح تجرني نحو سراب مدمر. رغم هذا كله ما زلت أسير في درب البحث عن ذاتي، أترقب اللحظة التي أجد فيها معرفتي لنفسي الضائعة.

شاهد مواضيع مميزة قد تهمك ايضا

"منهجية التعلُّم (الجزء الأول)"

"براءة يوسف؛ تصميم الهوية المرئية وبنائها"

"كيف تصبح شخصاً محققاً لإنجازات"

" هل التطوير الذاتي وهم أم حقيقة؟"

السعي المستمر نحو الذات والسلام

وقفة واحدة تكفي لرفع الستار عن حقائق مرعبة، نتمنى أحيانًا لو بقيت مجرد أوهام عابرة. لكن الأهم هو استمرارنا في البحث رغم التعب؛ سنبقى نحاول حتى آخر لحظة في حياتنا لنجد ذاتنا ونحقق تقديرنا الداخلي وسلامنا الذي يدفعنا نحو اللانهاية. فإننا ندرك أنه لا نهاية لهذا السعي المتواصل ورغم ذلك نواصل. عجيب أمرنا حقًا...